وفق دراسة دورية هدفت إلى تحديد ووصف تجربة عملية التعليم والتعلم لخريجي كلية البحرين التقنية (بوليتكنك البحرين)، اتفق غالبية المشاركين (بنسبة فاقت 90%)، أن رحلتهم التعليمية في البوليتكنك قد أعدتهم إعدادًا جيدًا وقويًا لحياتهم المهنية، حيث أصبحوا منافسين في سوق العمل، كما أدى ذلك إلى تكليفهم بأدوار قيادية في مشاريع شركاتهم، ويوثق ذلك بقدراتهم التحليلية وإيجاد الحلول للقضايا الصعبة.
شارك في إعداد الدراسة وجمع البيانات من الناحية الكمية قسم الجودة والقياس والتخطيط (QMAP)، ومن الناحية النوعية قسم التعليم والتعلم التابع لإدارة التطوير الأكاديمي (ADD).
وتسلط نتائج هذه الدراسة الضوء على التأثير العام والنتائج لخريجي بوليتكنك البحرين الذين أكملوا دراستهم في المؤسسة، حيث اتفق غالبية الخريجين الذين أجابوا على الاستبيان وأولئك الذين تمت دعوتهم إلى اجتماعات المجموعة المركزة، على أن منهجيات التعليم والتعلم بالمؤسسة تركز على دور الطالب في العملية التعليمية. وهذه المنهجيات القائمة على حل المشكلات والقائمة على المشاريع، توفر أساسًا ثابتًا تستند إليه مهاراتهم وأخلاقياتهم في العمل، نظرًا إلى أن مهارات التفكير والتحليل والنقد مطلوبة منهم باستمرار، وقد تم صقل هذه المهارات من خلال دراستهم في الكلية، ووجدوا أنها أفادتهم كثيرًا في فرز وتحليل المشكلات ومواجهة التحديات وحتى تحسين وجهات نظر أصحاب العمل، وكذلك كيفية تعاملهم مع زملائهم في العمل، كما ساهمت جودة التعلم في البوليتكنك في سهولة انتقالهم من القاعات الدراسية إلى أماكن العمل الحقيقية.
وفي سياق ذلك، أوضح رئيس قسم التعليم والتعلم بالبوليتكنك، الدكتور روجيليو رفالدو: أن: بوليتكنك البحرين سعت دائمًا إلى ضمان حصول جميع طلبتها على تجربة تعليمية حقيقية وقوية وشاملة. إلى جانب اتباع الكلية لنهج شامل في توفير المفاهيم النظرية، فقد ثبت أن تركيز المؤسسة على استخدام أساليب التعلم التي تعتمد على دور الطالب في العملية التعليمية، مثل التعلم القائم على حل المشكلات والمشاريع والمتكامل مع التعلم القائم على التطبيق العملي وتنمية المهارات الوظيفية، نجاح هذا النموذج من التدريس والتعلم على مر السنين، حيث قامت العديد من الشركات الكبرى في البحرين بتوظيف خريجي بوليتكنك، وأشادت بالمهارات الفريدة وأخلاقيات العمل التي يتمتعون بها”. مشيرًا بالقول إلى أن “تواصلنا المستمر مع الخريجين أدى أيضًا إلى توصلنا إلى نتائج ممتازة فيما يتعلق بأساليب التعلم الأساسية، وكيف ساهمت في تشكيل مهاراتهم وشخصياتهم ليصبحوا محترفين في مجال عملهم”. مؤكدًا التزام بوليتكنك البحرين بتزويد سوق العمل المحلي بالمتخصصين الجاهزين للعمل، وسوف تستمر في بذل المزيد من الجهد في السنوات القادمة.
وبدورها، أشارت الأستاذة خديجة مال الله محلل البيانات في إدارة الجودة والقياس، إلى أن بوليتكنك البحرين تسعى باستمرار إلى التواصل مع الشركاء، وخصوصًا الطلبة وسوق العمل، من أجل التعرف على مستوى أداء الخريجين، والعمل على وضع خطط لتعزيز خدمات الكلية وتحقيق أهدافها. مضيفةً أن نتائج هذه الدراسة مشجعة، حيث تبين مدى تأثير الكلية في قطاع العمل، ومدى رضا الطلبة عن الخدمات المقدمة، إلى جانب مساهمة ذلك في دعم الاقتصاد الوطني من خلال تزويد سوق العمل بكفاءات عالية بهدف رفع الإنتاجية.
ومن الجدير ذكره أنه تم إطلاق مشروع بحث ودراسة بيانات الخريجين في العام 2017م، بهدف النظر في تجربة رحلة خريجي بوليتكنك البحرين التعليمية التعلمية، بغرض فهم كيفية تقييم الخريجين لخبراتهم في التعليم والتعلم في بوليتكنك البحرين. فمن المهم بالنسبة إلى البوليتكنك معرفة ما إذا كان البرنامج يحقق نتائج التعلم المقصودة كي يمكن اعتماد هذه البرامج كبرامج تؤدي إلى مسار وظيفي جيد الإعداد. وحتى الآن، تم تنفيذ ثلاث دورات من الدراسة للأعوام: 2017 و2019 و2021.