أثبتت كلية البحرين التقنية (بوليتكنك البحرين) تميزها في التعليم الافتراضي منذ نشأتها، إذ كانت من أولى مؤسسات التعليم العالي الذي اتخذت من التعليم الافتراضي أسلوبًا ومنهجًا في تقديم المادة العلمية لطلبتها، لإيمانها الراسخ بضرورة مواكبة التكنولوجيا الحديثة والخروج من النمط التقليدي في التعليم، بما يضمن تخريج طلبة مزودين بمهارات عالية يتطلبها سوق العمل ليس المحلي فحسب بل العالمي ايضا.
وفي ضوء الأزمة الراهنة التي فرضت على جميع المؤسسات التعليمية إلزامية التعليم عن بعد لتجنب تعطيل الدراسة، كانت البوليتكنك سباقة في اعتماد التعليم الافتراضي الذي تعامل معه الأساتذة والطلبة بكل سهولة وسلاسة وتفاعل إيجابي كبير، أثبت خلاله الجميع احترافية منقطعة النظير في مواجهة التحديات القائمة.
لنأتي اليوم إلى الطالب علي إسماعيل الذي تخرج من بوليتكنك في يونيو 2019، لينضم إلى الكلية الملكية للجراحين في ايرلندا – جامعة البحرين الطبية ((RCSI بوظيفة منسق النظم الأكاديمية، في دور قائم أساسًا على دعم بيئة التعلم الافتراضية (Moodle)، ليكون بعمله هذا خير شاهد على تميز بوليتكنك البحرين في أساليبها التعليمية، وطلبتها وما يتمتعون به من مهارات.
ففي هذه الفترة العصيبة، عمل علي إسماعيل على تقديم كل الدعم للتعلم الإلكتروني في (RCSI)، موضحًا: “عند تلقي طلب تنفيذ الجامعة الافتراضية Blackboard Collaborate (Virtual Campus) وبينما كان فريق الإدارة يعمل على الحصول على التراخيص المطلوبة، بدأت في تنفيذ Blackboard Collaborate Plugin في بيئة الاختبار. كان التحدي الرئيسي هو اختيار الطريقة الصحيحة لدمج Blackboard Collaborate مع Moodle. هناك خياران للتكامل مع Moodle، وبعد تجربة الخيار الأول، اتضح أنه لم يستوف جميع المتطلبات. وبالتالي، كان علي استكشاف الخيار الثاني، الذي كان ناجحًا، وتم تطبيق التحديث على بيئة الإنتاج وإتاحته لجميع الأكاديميين والطلاب في (RCSI)”.
وعن مدى استفادته من دراسته في بوليتكنك البحرين في مجال عمله حاليًا، قال علي: “بصفتي خريج بوليتكنك البحرين، فقد ساعدتني المعرفة والمهارات المكتسبة خلال دراستي في معظم المهام. أثناء التنفيذ، كنت أتبع طريقة مرشدتي في التنفيذ والاختبار التي تعلمتها خلال مشروعي الداخلي في بوليتكنك البحرين. هذا الأسلوب يسمح لك بإيجاد الخلل والأخطاء بشكل أسرع وأسهل”. مشيرًا إلى أن “الظروف الراهنة تساعد في اكتساب المهارات والمعرفة. فقبل أسابيع قليلة، لم أسمع بمصطلح “Virtual Campus” والآن أنا من ذوي الخبرة في هذا المجال.”
ومن جهته قال مدير السجلات واللوائح في (RCSI) عمر بورشيد: “على مدار الأشهر العشرة الماضية، أظهر علي موثوقية ومرونة وكفاءة احترافية وقدرة كبيرة على الاندماج، وأن يصبح جزءًا لا يتجزأ من الفريق. ويتجلى حرصه على التعلم والانتقال إلى أبعد من الوصف الوظيفي من خلال عمله في دعم تنفيذ استراتيجيتنا التعليمية الافتراضية. تمكن علي من إثبات قدرته على العمل مع العديد من اعضاء الجامعة للتأكد من متطلباتهم وترجمتها إلى ميزات وظيفية في بيئة التعلم الافتراضية الخاصة بنا. خلال تنفيذ هذا المشروع، أظهر علي مستوى كبيرًا من الخبرة التقنية ذات العلاقة”.
وهذا ما أكدته رئيس وحدة اللغة والثقافة في (RCSI) الدكتورة أمل القلاف، التي عبرت بالقول: “لقد عملت مع علي في مهام معقدة للغاية تتعلق باختبارات اللغة الإنجليزية عبر الإنترنت مع متطلبات دولية محددة، ووجدته زميلًا ذا كفاءة عالية، شخصيًا ومهنيًا. لقد كان دائمًا قادرًا على تقديم الدعم بشكل يتجاوز التوقعات. يتمتع بشخصية حماسية ونشيطة ومهنية، حيث يضيف قيمة كبيرة لأي مشروع تخصصه له”.
وبدوره، عبر عميد كلية الهندسة ببوليتكنك البحرين الدكتور كرستاكس باباجورجيو بالقول: “نحن فخورون جدًا بأن نرى نتاج تعبنا وجهدنا في البوليتكنك قد أثمر خيرة الطلبة الذين ردوا الجميل لكليتهم وأساتذتهم من خلال تميزهم في أعمالهم التي التحقوا بها بعد تخرجهم وفي مختلف المجالات، ونتقدم بجزيل الشكر والتقدير لهؤلاء الطلبة الذين رفعوا اسم البوليتكنك بمنحها السمعة الطيبة والمكانة الرفيعة بين مؤسسات التعليم العالي المحلية والإقليمية والدولية، والشكر موصول إلى أعضاء الهيئة الأكاديمية الذين ما كان الطلبة ليصلوا إلى ما هم عليه لولا جهودهم واحترافيتهم في صقل الطلبة بالمعلومات والمهارات العالية، وإلى الإدارة التنفيذية ومجلس الأمناء برئاسة سعادة الشيخ هشام بن عبدالعزيز آل خليفة التي كانت لتوجيهاته السديدة الفضل فيما وصلت إليه البوليتكنك اليوم”.